Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, March 28, 2018

هل يكون أكبر مشروع سعودي لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية مجرد حبر على ورق؟

لفت إنتباهي ذالك الخبر عن أكبر مشروع لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في العالم بقدرة إنتاج 2000 جيجاوات من الكهرباء سوف يتم إنشائه بالسعودية. وبعملية حسابية بسيطة وبعد التأكد من الأرقام من أكثر من موقع إخباري وأنها ليس خطأ حسابيا تبين التالي:
- مشروع إنتاج الطاقة الكهربائية من الشمس بالمغرب والمؤلف من أربعة مراحل: نور 1,2,3,4 والذي إفتتح الملك المغربي محمد السادس المرحلة الأولى منه في فبراير\2016 تبلغ تكلفته الإجمالية 9 مليار دولار ويجري تنفيذه بالتعاون مع شركة أكوا باور السعودية. القدرة الإنتاجية الإجمالية للمشروع تبلغ 580 ميغاوات وبلغت قدرة المرحلة الأولى منه والتي بدأت الإنتاج الفعلي 160 ميغاوات.
- المشروع السعودي تبلغ قدرته الإنتاجية الإجمالية 2000 غيغاوات وتكلفته 200 مليار دولار بما يعادل 750 مليار ريال بسعر صرف 1 دولار أمريكي=3.75 ريال. لو إفترضنا أنه تم توسيع المشروع المغربي لتبلغ قدرته الإنتاجية 1 غيغاوات فسوف تبلغ التكلفة تقريبا 16 مليار دولار=60 مليار ريال سعودي. يعني كل 1 غيغاوات من قدرة إنتاج الطاقة الكهربائية تكلف 16 مليار دولار وعند ضرب ذالك الرقم بقدرة 2000 غيغاوات وهي إجمالي إنتاج المشروع السعودي من الطاقة الكهربائية فيكون عند تكلفة تبلغ 32000 مليار دولار أمريكي وكل 1000 مليار=تريليون يعني 32 تريليون دولار مع الأخذ بالعلم أن مشروع المغرب من تنفيذ شركة سعودية وحتى مع وجود هامش خطأ ولكن في هذه الحالة الهامش هو بين 200 مليار دولار و 32 تريليون دولار, هامش خطأ خيالي. مبلغ 32 تريليون دولار أمريكي=120 تريليون ريال سعودي.
- الإستنتاج
المشروع إما أن يكون ليس حقيقا(وهميا) كباقي المشاريع التي يعلن عنها في طول الوطن العربي وعرضه أو هناك خطأ فادح في الأرقام. المشاريع الوهمية في الوطن العربي لا يوجد أكثر منها في هذه الأيام وجميعها يتم الإعلان عنه قبيل فترة الإنتخابات أو الأحداث السياسية الكبرى. مثال على المشاريع الوهمية هو مشاريع العواصم الجديدة ملئت أخبارها في طول الوطن العربي وعرضه تنشر في جميع وسائل الإعلام لبلدان عجزت عن إصلاح عواصمها القديمة أو تبحث عن وسيلة جديدة لتبذير أموال ميزانية هي في الأصل مثقلة بالديون. في المملكة العربية السعودية وكل سنة تغرق مدينة جدة ومدن سعودية أخرى بمياه الأمطار لأن هناك من قام بمنح تصاريح بناء لمخططات سكنية في مجاري مياه الأمطار في الأودية وفي مناطق كان يجب أن لا يتم السماح بالبناء بدون مشاريع صرف مياه أمطار وبنية تحتية مناسبة. وبالطبع لم نسمع عن محاسبة إلا لصغار الفاسدين بينما حيتان الفساد تركت وشأنها رغم أن تلك الفيضانات قد أدت إلى تساقط أرواح مواطنين سعوديين ووافدين من جميع الجنسيات.
فإذا كانت الأجهزة الخدمية السعودية قد عجزت حتى الأن عن حل مشكلة غرق مدن سعودية بالمياه كلما زخت السماء بأمطارها فكيف سوف يقتنع المواطن السعودي العادي أو حتى أي متابع لأخبار تلك المشاريع المليارية التي يعلن عنها بالقدرة على تنفيذها خصوصا مشروع صنع القنبلة النووية ومفاعلات توليد الطاقة النووية ومشروع نيوم والمشاريع الإسكانية ومشاريع الإستثمار في الولايات المتحدة والتي زادت عن 360 مليار دولار أمريكي وغيرها من المشاريع التي لو جمعت الأرقام لوجدتها تزيد عن حجم التبادل التجاري على مستوى الكرة الأرضية.
هذه هي الأرقام التي أعلنت عنها مواقع إخبارية سعودية سواء مشروع المغرب أو مشروع السعودية لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وهي تتوافق مع الأرقام التي تم الإعلان عنها عبر عدة مواقع إخبارية عالمية. أنا لم أكتب تلك الأرقام ولم أقم بتأليفها وهاذا الكلام موجه لمن سوف يغضبون مقدما من موضوعي ويعتبرونه تهجما مني على السعودية, وسائل الإعلام السعودية هي من تنشر أخبار تلك المشاريع وهي المسؤول عن أي خطأ في الارقام أو في بيانات المشروع.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment